آخر الأخبار

انظم الينا على الفايسبوك

lundi 26 novembre 2012

المعلم بين الأمس و اليوم

حين تغيب الرؤية وينعدم الهدف وتُنْسَى الرسالة ويُفتقد المنهج الفكرى والعملى فى التخطيط والتنفيذ، يحدث بكل يسر وسهولة ما نراه من مآسٍ فى ما يسمى عندنا بالنظام التعليمى، ويصاب بكل ما نلمسه فيه من أمراض وأوبئة، مثل الدروس الخصوصية وضعف مستوى الخريجين والانفصال عن الواقع وإضعاف الانتماء للوطن واللغة والأمة.
صرنا لا نرى – إلا نادرًا – ذاك المعلم الذى يذهب فى الصباح وهو يشعر أنه يحمل رسالة تجاه المجتمع يؤديها من خلال وظيفته ويبث فى نفوس طلابه قيمًا تُغَيِّر وجْه هذا المجتمع؛ ولذا لم نعد نسمع قول شوقى:


               قـم للمـعـلـم وفـه التبجـيلا ●●● كــاد المـعـلـم أن يكــون رسـولا

              أعلمت أشرف أو أجل من الذى ●●● يبنى وينشئ أنفسا وعقولا
لأن المعلم بوضعه الحالى لم يعد أهلا لتبجيل لأنه تخلى عن حمل الرسالة، سواء كان تخلِّيه هذا بإرادته أو قهرًا عنه، فالظروف التى يمر بها المعلمون، الذين هم العمود الفقرى للعملية التعليمية، من قلة الرواتب.. وضعف التأهيل والتدريب.. إلى جانب البيروقراطية الكئيبة التى تفرض عليهم طقوسًا لا قيمة لها عمليا من الإمساك بدفاتر يكتبون فيها كلاما روتينيًّا لا يطبق – غالبًا – على أرض الواقع عن الدروس التى يشرحونها.. وكَوْنُ النظام التعليمى بوضعه الحالى لا يحضُّ على الابتكار والإبداع.. فضلا عن إهانة اختبارات الكادر وغيرها، ليست بالأمر الذى يخفى على أحد.
وهو ما يصدق عليه قول الشاعر الفلسطينى إبراهيم طوقان الذى عارض قصيدة شوقى قائلا:
                                  
           لو جرب التعليم "شوقى" ساعة ●●●لقضى الحياة شقاوة وخمولا
           يـكـفى المعلــم غمَّـة وكـآبـة ●●● مـرأى الدفـــاتـر بكـرة وأصيلا 
          لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ●●● ووقعت ما بين الفصول قتيلا
           يـا مــن يريد الانتحـار وجدته ●●● إن المـعـلـم لا يعيـش طــويلا
لقد غابت الجدية والانضباط عن العملية التعليمية ولم يعد أحد يأخذ أمر التعليم (النظامى) على محمل الجد، فالمهم فى النهاية مجرد ورقة يحصل عليها الطالب بعد سنوات من الحفظ والصم والملل وقلة الفائدة، ليتوجه بها إلى سوق العمل آملا فى الحصول على فرصة عمل لا علاقة لها فى الغالب بما تقول هذه الورقة أنه تخصصه، وبالتالى يضيع ما فات من عمر وجهد هباء منثورا.


                                                                                       منقول للفائدة

Enregistrer un commentaire

 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 ثانوية الجزائر

تعريب مداد الجليد