آخر الأخبار

انظم الينا على الفايسبوك

Affichage des articles dont le libellé est 2. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est 2. Afficher tous les articles

lundi 26 novembre 2012

المدرسة مدرّسة!

المدرسة مدرّسة!

"حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يُطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما.
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب"
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها عما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي!
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته"
ومضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن"
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس الدكتور ستودارد في أذن السيدة تومسون قائلاً لها: "أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون متميزاً".
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: "أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبدعة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك"
تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
لا أريد التعليق كثيراً على هذه القصة، وسأترك الأمر للقراء الأعزاء ليعلق كل بطريقته، ومن الزاوية التي يريد، فالقصة مليئة بالمعاني والعبر المختلفة."

كيف تتهيأ للامتحانات الرسمية نفسيا وتربويا..


خالد عبد السلام
كثيرا ما يجد بعض التلاميذ مشكلات في التحضير للامتحانات الرسمية، فيقعون ضحية التسرع أو الضغط النفسي اللذان يسببان لهم التوتر والقلق أو يجعلهم لا يستطيعون تذكر ما راجعوه أثناء الامتحان نفسه. والسر في ذلك ليس الامتحان نفسه بقدر ما له علاقة بكيفية التحضير والاستعداد والتصورات التي يكونونها حول هذا الامتحان، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها الأسر على أبنائها في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات خاصة شهادتي التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا. وبناء على ذلك نقدم هذه التوجيهات والقواعد العلمية في التحضير النفسي والتربوي من اجل مساعدتهم على تجاوز مثل هذه المشكلات.
أولا عليك أيها الطالب بالقناعات والمسلمات المبدئية التالية:
أن تفهم ماذا تمثل الدراسة بالنسبة إليك؟ وتعرف بأنها تمثل مستقبلك، وأنها الوسيلة التي بها تبني شخصيتك. و بها تحقق الدور و المكانة الاجتماعيين اللذين تنشدهما في حياتك.
ومن أسس النجاح في الحياة الدراسية المبادئ التالية:
1ـ الجدية والانضباط في الدراسة
2- تجنب كل مظاهر التهاون واللامبالاة.
3ـ العزيمة والإرادة.
4ـ النظام والتنظيم في العمل.
5 ـ الاعتماد على النفس.
6 ـ الثقة بالنفس.

وكيف تبني ثقتك بنفسك؟ تبنيها: بالمراجعة والمطالعة الدائمة والمستمرة، بالمشاركة الفعالة داخل القسم وخارجه، وبالاقتناع التام بأن مستقبلك تصنعه بيديك. وبأنه لا يوجد أمر مستحيل في هذه الحياة بل كل شيء ممكن لك وفي متناولك، والإيمان بأنه لا يوجد فشل بل توجد تجربة وبعد المحاولة يمكن النجاح.

ما هو امتحان شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط ؟
هو امتحان عادي كسائر الامتحانات، له نكهته الخاصة من حيث: طبيعة التنظيم، عدد التلاميذ والحراس داخل القاعة، التجنيد الكبير أمنيا وإداريا وأسريا، وهو محور اهتمام كل أفراد المجتمع.

و هل هناك مبرر للقلق والحيرة على البكالوريا أوشهادة التعليم المتوسط أو أي امتحان آخر؟
اعلم أن الحيرة مشروعة لأنها تجعلك:
1ـ تجند كل طاقاتك من أجل التحضير الجيد لها.
2ـ تبحث عن كل الحلول الممكنة للمشكلات المطروحة.
3 ـ وبالتالي تجعلك تفكر أكثر في النجاح.

بينما القلق والخوف غير مشروع وغير مبرر، لأنهما يجعلانك:
1ـ تفكر في الرسوب وعدم النجاح أكثر.
2ـ فتركن للاستسلام .
3ـ تستثقل الدراسة والمراجعة.
4ـ ترى في النجاح أمرا مستحيلا.
5ـ فتضعف إرادتك و يتشتت تفكيرك.

وفي نفس الوقت حتى تطمئنوا وتزداد ثقتكم بأنفسكم أكثر يجب أن تعلموا أنكم ستمتحنون: على الأشياء التي درستموها، معنى ذلك أن الأسئلة التي ستطرح عليكم تعرفون إجاباتها، وموجودة في كراريسكم وكتبكم. فإذ كنتم إذن على علم مسبق بالأجوبة على الأسئلة المحتملة فهل يوجد لديكم مبرر للقلق والتهويل لشيء عادي وطبيعي؟.

وماذا يجب أن تفعلوا في هذه الأيام المتبقية؟
استكمالا لما بذلتموه من جهود طيلة السنة أكملوه في هذه الأيام بالمراجعة بانتظام وفق جدول أسبوعي تنوعون فيه بين المواد الدراسية غير المتشابهة في الفترات الزمنية المتقاربة، وأكثروا من التمارين والتطبيقات فرديا وجماعيا. وأنجزوا الملخصات بالنسبة للدروس النظرية من أجل فهمها بدل حفظها ببغائيا.

أما الثلاث أيام الأخيرة فهي: للاسترخاء والاسـتراحة بشكل جيد من خلال النوم المبكر والقيلولة من أجل الراحة النفسية والجسمية والعقلية وتجديد طاقة التركيز والانتباه.

وفي لـــيلة الامــتـحانات عـليك بـ:
1ـ الاستجمام . (الاستراحة النفسية و الجســمية والعقلية) .
2ـ النوم مبكرا. (الراحة والمعنويات المرتفعة).
3ـ تحضير الأدوات والوثائق اللازمة (السيالات، الممحاة، المسطرة ..) في حافظتك الخاصة .
4ـ لا تنس أن تأخذ معك الاستدعاء وبطاقة التعريف الوطنية.

كيف تتعامل مع أسئلة الامتحانات:
1 ـ قراءة الأسئلة عدة مرات بهدوء واستقرار وفق ترتيبها مع تجنب :
أ ـ القراءة المتسرعة .
ب ـ او الانتقال من اول سؤال الى آخر سؤال ثم الى الوسط وهكذا.

2ـ تسطير المصطلحات والكلمات الواردة في كل سؤال (الكلمات المفتاحية).

3ــ عليك بضبط وتحديد الموضوع الذي يدور حوله كل سؤال في المسودة.

4ــ ثم عليك بتحديد المطلوب في السؤال بالضبط وبشكل دقيق.

5 ـ إن كانت هناك اسئلة اختيارية: فكر جيدا قبل اتخاذ القرار، في أي من الأسئلة التي تحس بأنك فهمتها واستوعبتها بشكل جيد.

6ــ وضع مخطط للإجابة (ليوجه تفكيرك وينظمه وحصر المعلومات اللازمة لكل سؤال).

7ــ تسجيل جميع الأفكار، النظريات، القوانين والمعلومات التي تعرفها وتتبادر الى ذهنك وتتذكرها.

8ـ التسجيل الفوري للأفكار والمعلومات التي قد تتذكرها أثناء الاجابة.

9ــ عليك الالتزام بالمنهجية المنطقية في التحليل والإجابة.(خطوات الاجابة)

10ــ عليك بالبدء دائما بالأسئلة السلهة،(التدرج من السهل إلى الصعب).

11 ــ عليك باستعمال أوراق المسودة اولا وبعد مراجعتها تدون المحتوى في ورقة الاخـتبار .

12ــ عليك أن تكتب بخط واضح ومفهوم مع تجنب التشطيب حتى تراعي الخــصائص النفسية للمصححين لأن هناك:
أ ـ من هو هادىء قــد يصبر على قراءة الورقة من بدايتها الى نهايتها رغم رداءة خـطها.
ب ـ من يمتاز بالانفعال الشديد لأبسط شيء والمرهق و بالتالي قد لا يصبر على قراءة كل الورقة نتيجة(رداءة الخط).

13ــ تجنب كثرة الالتفات والحركة يـمينا ويسارا أثناء الامتحان لأن ذلك (شرود الذهن).

14ــ استغلال كل وقت الامتحان فلا تهتم بزملائك ان خرجوا قبلك وبقيت وحيدا.

15 ــ مراجعة ورقة الامتحان قبل تقديمها للمراقبين.

هذه أهم الاستراتيجيات التي استخلصتها من تجربتي الميدانية في عمليات الإرشاد النفسي والتربوي لطلبة شهادة التعليم التوسط والبكالوريا و مع طلبة الجامعة، والتي تتوافق مع نظريات علم النفس السلوكي المعرفي المعاصرة.

توجيهات تربوية للمعلمين



أ. أمحمد عكي علواني

قبل التعرض لصميم الموضوع يجدر بنا أن ننوّه السادة المعلمين بأننا لا نريد من هذه التوجيهات التربوية سوى وضع معالم مساعدة لكم على إثارة بعض التساؤلات تثرون بها تجاربكم الميدانية والهدف منها بالدرجة الأولى الوصول إلى استثارة فاعلية المتعلّم التي تعتبر أساس العملية التعليمية التعلُّميّة.

والنقطة الثانية التي يجدر تذكيركم بها هي أن كل عملية تربويّة، بل وكلّ عمل نبيل وبنّاء يرمي بالضرورة إلى تحقيق أهداف ساميّة وكلّ الجوانب الأخرى تُعتبر وسائل تخدم هذه الأهداف وتسعى إلى تحقيقها، ولا أريد في هذه العجالة أن أبسط أمامكم الأهداف التربويّة، والأخلاقية، والاجتماعية...الخ المتوخّاة من العمل التربوي، والتي ترمي أساسا -كما تعلمون– إلى إكساب الطفل مهارات وكفاءات محدّدة في المناهج الرسميّة ومستمدّة من المشروع الاجتماعي للأُمّة، هذا المشروع الذي -مع الأسف الشديد– لم تحدد بكيفيّة دقيقة معالمه، وهذا سبب من الأسباب التي جعلت المدرسة الجزائرية عرضة لمختلف التيارات المتباينة يمينية ويسارية، ومع ذلك يجدر بالمعلم قبل الشروع في عمله التربوي أن يطّلع على أهداف كلّ سنة من سنوات الدراسة ليتسنّى للمربي أن يُصوّب نحوها سهامه، وليتمكّن من تقديم عمله في ضوء تلك الأهداف.

والعنصر الأساسي الذي يلعب دورا رئيسا في تحقيق تلك الأهداف التربوية قصد إعداد الأجيال الصاعدة هو المعلم المربّي، ولا يتأتى له تحقيقها إلاّ إذا أدرك مهمّته التربوية تمام الإدراك، وعلى أنّه يمثّل القدوة لمجوعة من الأطفال المسؤول على تكوينهم وتوجيههم، ووعى أن التربيّة كلٌّ لا يتجزّأ بحيث أن الطفل يتأثر بمحيطه المدرسي وبالطريقة التي يتلقّى بها دروسه وبالمعلومات التي يكتسبها وسلوك معلّميه وتصرفاتهم وطريقة العمل والتعامل معهم والتنظيم ... الخ

لذلك على المعلم والمربي اللبيب أن يجعل أعماله وتصرّفاته وطرق عمله وسائل حيّة لتربية الطفل ومن هذا نستنتج أن تقنيّات التدريس لا تعني وجود تقنيّات جافّة مثل التقنيات الخاصة بمهنة أخرى، وآلية غير قابلة للتطوير والتكيّف. وإنّما هي وسائل تخدم الجانب التربوي وتساعد كائنا حيّا عاقلا ومعقّدا على النمو من الجوانب المختلفة التي تمسّها العملية التربوية. والتعامل مع الإنسان ليس كالتعامل مع آلة بحيث يتطلّب من المتعامل القدرة على التصرّف والتكيّف والكياسة، ولعلّ أوّل مشكل يصطدم به المعلم المبتدئ بالخصوص هو علاقته بتلاميذه وطريقة معاملتهم، وعليها يتوقّف نجاحه أو فشله في عمله التربوي، وإذا فشل المعلم - لا قدّر الله – في التحكّم في زمام قسمه فما عليه إلاّ أن يحزم حقائبه ويغادر المدرسة.

ولتجنّب هذا الفشل الذي يجرّ له متاعب كثيرة ننصح المعلم الفاضل بالتحلّي ببعض الصفات التي يمكن إجمالها فيما يأتي:
أ)- صفات شخصية:
1- الاعتناء بالهندام: لبس المئزر، والثياب الملائمة.
2- الهيئة: الشعر، النظافة.
3- الحزم: في اتخاذ الإجراءات المناسبة القابلة للتنفيذ، والحرص على تنفيذها
4- العطف: حب الأطفال مع عدم التودّد إليهم، بل يكفي الاهتمام بهم وبحالاتهم.
5- العدالة: يقول المثل " العدل أساس الملك " الحرص على تطبيق مبدأ العدالة في المعاملة بعدم إظهار التحيّز
لبعض التلاميذ، والقسوة على بعضهم مهما كانت المبرّرات، والعدل في الاهتمام بهم جميعا ( محاولة
إشراك كلّ طفل في العمل مهما كان مستواه )،
العدل في التقويم ( الاختبارات، الإجابات، الأعمال ...الخ)
العدل في مراعاة المدارك المختلفة ( إن أردت أن تُطاع فمر بما يستطاع )
6- الرزانة والاتزان: في العمل، في مواجهة تصرفات بعض الأطفال.

ب)- طريقة العمل:
1- النظام: - في الدخول والخروج ( لاسيما الأيّام الأولى )
- في الجلوس وتنظيم المقاعد والأدوات والوسائل.
- في تقديم مراحل الدرس.
- في استخدام الوسائل ( السبورة، وسائل الإيضاح، توزيع الوثائق وجمعها ... )
2- النظافة: - نظافة القسـم
- تدريب التلاميذ على رمي الأوراق في سلات المهملات.
- نظافة الطاولات ( مراقبتها وعدم السماح للتلاميذ بالكتابة عليها )
- السبورة: مسحها على الأقل بالطلاسة المبلّلة ثمّ إعادة مسحها بالطلاسة الجافة.
- التلاميذ: مراقبة نظافة الجسم، الثياب، الشعر، الهندام ... الخ
3- الوسائل: - جمعها ( صور، إشراك التلاميذ في جمعها، مجلات، الاستعانة بأستاذ الرسم )
- اِستغلال صور الكتاب إلخ.
- الأوساط الطبيعية، المنشآت، العادات، والتقاليد، الرحلات، المناسبات الدينية، الوطنية، الأحداث والحوادث
- حسن استعمال الوسائل واستغلالها، الطباشير الملوّنة، التسطير الجيّد، الكتابة الواضحة، تدريب التلاميذ على حسن استعمالها.
- الوسائل السمعية البصرية: طريقة استعمالها، اختيار وقت عرض ما يمتّ للدرس بصلة.
4- الوثائق: - اعتناء الأستاذ بالوثائق ( كراس التحضير، التقويم، متابعة التلاميذ )
- التلميذ: توجيهه إلى العناية بوثائقه ( كراريس، كتب ... الخ )، مراقبتها باستمرار وتصحيحها، وتدريب التلاميذ على التحسَن في استعمالها.
- مصادر المادة: الاستعانة بها في التحضير، لتوسيع المعارف، والتأكد من صحتها ( معاجم، كتب الحديث، المصحف الشريف..إلخ. ).

جـ)- الإعـداد:
إن أي عمل لا يعتمد التحضير الجيّد والمحكم والخطّة الواضحة قبل إنجازه يكون عرضة للفشل الذريع وتضييع الوقت سدًى وبذل مجهودات دون طائل، والعمل التربوي يتوقّف بنجاحه بالدرجة الأولى على الإعداد المحكم للدروس مهما كان مستوى المعلم ومقدرته، والغاية من ذلك:
1)- تحديد الأهداف الخاصة بدقّة لكلّ حصّة ليتسنّى - إثر ذلك – للمعلم اختيار المعلومات والوسائل
والطرائق المحققة لتلك الأهداف وبعد ذلك عملية التقويم
2)- تحديد المعلومات التي يُراد تدريسها في زمن محدّد ولسنة معيّنة مع مراعاة المستوى العقلي والزمني
والمعرفي لهذه السنة بما فيها الفروق الفردية والمستويات المختلفة إضافة إلى ذلك مسايرة البرامج الرسْميّة
3)- اِختيار الطريقة والأساليب المناسبة للمادة والأطفال والتي يمكن عن طريقها استثارة فعالية التعلّم لديهم
لاكتساب معارف ومهارات وسلوكات.
4)- أضف إلى ذلك ما يجنيه الأستاذ نفسه من توسيع دائرة معارفه وتجديدها إذا لم يقتصر على الكتب
المدرسية بل كلّف نفسه بعض العناء للاطلاع على أمهات الكتب والمصادر.
5)- جمع الوسائل المساعدة واختيارها والتفكير في طرائق استعمالها.
وعلى الأستاذ أن يراعي في هذا التحضير الجانبين التربوي والمعرفي متوخّيا الطرق والأساليب التربوية النشيطة التي تجعل الطفل محور الدرس تحفزه إلى البحث والتحليل والنقد والمقارنة والملاحظة والاستنتاج والتطبيق والممارسة ...
ولا يتأتّى له ذلك إلاّ إن أحسن اختيار المعلومات وتكييفها لتتناسب ومستوى أطفاله وطعّمها بعناصر التشويق والإثارة ولا يمكن بلوغ هذه الغاية إلاّ بالتحضير الدقيق والجيّد للدرس وهضم الأستاذ لها تجنّبا لمساوئ الارتجال وفقدان ثقة تلاميذه فيه ويصبح حينئذ عرضة للسخرية والإهانة وينبغي على الأستاذ في نهاية كلّ حصة التساؤل عن مدى تحقيق الأهداف المحدّدة، والأسباب التي حالت دون تحقيق بعضها وتسجيل ذلك في دفتر التكوين .

د)- المنهجـيّة:
وممّا تجدر الإشارة إليه هو أن التعليم في المدرسة الابتدائية حاليا يعتمد على الشكل المحوري المبني على أساس التكامليّة بين الأنشطة ويدعى ذلك بالأنشطة الخارجية، بحيث يمكن ملاحظتها بشكل دقيق في المواد اللغوية والاجتماعية على وجه الخصوص ويمكن استغلال ذلك لتثبيت المعارف في أذهان التلاميذ من جهة، ومن جهة أخرى استغلال بعض العناصر المشتركة للانطلاق من المعلوم إلى المجهول ومن السهل إلى الصعب ... الخ

كما أن التعليم المحوري يظهر جليّا في التكامليّة الداخلية التي تتمّ على مستوى النشاط الواحد، فمثلاً أنشطة اللغة العربية تدور حول محور واحد يدرسُه الطفل لمدة معيّنة، فمثلا التعبير في السنة الأولى تمهيدا للقراءة، كما أن القراءة في حدّ ذاتها تعتبر في هذه السنة وغيرها من السنوات أرضيّة لغويّة وفكرية للتعبير الشفوي والكتابي وهذان النشاطان يمهدّان الأرضيّة لدرس التراكيب النّحويّة والصرفيّة التي تعتبر في المناهج الجديدة جزءً من الأنشطة اللغوية لا يمكن تدريسها مستقلّة باعتبارها وسيلة لصيانة اللسان والقلم من الخطأ لا غير. في التربية الرياضية مثلا هناك علاقة وطيدة بين العمليات الأربعة وتعتبر هذه الأخيرة أدوات لحلّ المسائل وحتّى لتطبيق بعض الأشكال الهندسية.

ولذلك فإن لكلّ نشاطٍ أهدافا محدّدة على أساسها يمكن اختيار الطرائق والأساليب الملائمة فمثلا تدريس القراءة المشروحة تختلف عن المطالعة الموجّهة وهذا ناتج عن اختلاف أهدافها ولا يعني ذلك أنّه لا توجد بين الأنشطة قواسم مشتركة، ومهما اختلفت الأهداف والمنهجيات فإن هناك أهدافا مشتركة بين مختلف الأنشطة لاسيما الأنشطة العلمية واللغوية والاجتماعية.
1)- الابتعاد عن طرائق التلقين التي تجعل الأستاذ المبلِّغ والتلميذ المُتلقّي، فإن هذه الطرائق قد تحقق الأهداف المعرفيّة إذا كان المبلّغ ماهرا في طريقة التبليغ لكنَها لا تحقَق الأهداف التربوية التي تكسب التلميذ مهارات في التفكير والتحليل واستعمال قواه العقلية
2)- الاعتماد على الطرق النشيطة التي تدفع الطفل إلى الملاحظة والتنقيب والبحث والمقارنة والتجريد والتعميم والاستنتاج وبصفة مختصرة التي تجعل الطفل محور الدرس عملا بالقاعدة التربوية القائلة " لا يدرك الطفل إلاّ ما اكتشفه بنفسه أو شارك في اكتشافه"
3)- ربط المعلومات بواقع التلميذ المعيشي وخبراته بدل جعله أسير الكتب والنظريات الجاهزة
4)- اِستعمال الوسائل من ضروريات المهن فكيف الحال بمهنة التدريس التي تتعامل مع كائن حيّ عاقل يتمتّع بالحواس، هذه الحواس التي تمثّل نوافذ للتعلّم وكيف يستغل الطفل هذه الأجهزة الطبيعية التي من الله بها عليه في قوله "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون" النحل/ 78 إذا لم نوفّر له الوسائل ونوجّهه إلى استعمالها لإدراك الحقائق عن طريقها ويكتسب المعارف بواسطتها.
5)- اِعتماد القواعد التربوية المعروفة والمبنية على أساس علم النفس التربوي منها: الانطلاق من المعلوم إلى المجهول
ومن المحسوس إلى المجرّد ومن الجزء إلى الكلّ ومن البسيط إلى المركّب ومن العام إلى الخاص ومن السهل إلى الصعب ...الخ
فإذا أخذنا على سبيل المثال القاعدة الأولى " الانطلاق من المعلوم إلى المجهول" تمكّنّا من تطبيقها في مراجعة ما له علاقة بالدرس أو في تذكير التلاميذ أثناء الدرس بما له علاقة بأحد عناصره ...الخ ،أو بالرجوع إلى إحدى الصيغ المفردة المعروفة لدراسة صيغة مجهولة وذلك في شرح المفردات.
وعلى الأستاذ أن يحسن استغلال هذه القواعد في أساليب تدريسه لمختلف الأنشطة.
6)- على الأستاذ أن يبني درسه على مراحل وخطوات مضبوطة ومنتظمة ويفقه أهداف كلّ مرحلة مستغنيا عن المرحلة التي لا فائدة ترجى منها ومركّزا على الخطوات الأساسية المساعدة على تحقيق أهداف الدرس، مثال ذلك: الاستغناء عن القراءة الصامتة في الأقسام الضعيفة وتأجيلها إلى ما بعد القراءة النموذجية.
التركيز على التطبيق في دروس التكنولوجية والعلوم والعبادات

هـ)- نشاط الأستاذ وموقفه:
1)- الموجَه والمنشَط: دور الأستاذ في الدرس يقتصر على التوجيه والتنشيط لا على الاستحواذ على الحصة وحرمان التلاميذ من المشاركة وعليه أن يعرف كيف يثير تساؤلاتٍ ومشاكلَ تدفع تلاميذه إلى البحث عن المعرفة وإشباع غريزته في حب الاطلاّع.
2)- القدوة: أن يكون قدوة حسنة لتلاميذه في معاملته وتنظيمه والمحافظة على وثائقه والعناية بهندامه وفي تصرفاته المختلفة وفي حبّه للمعرفة.
3)- المراقبة والملاحظة: وعليه أن يسهر على مراقبة وثائق تلاميذه ويوجّههم إلى العناية بها وحسن استعمالها، ويلاحظ سلوكاتهم وتصرّفاتهم في الحديث والمعاملة ويتتبع نتائجهم مستغلاًّ عنصر التحفيز والتشجيع للتحسنّ متفاديا كل تصرّف يثبط عزائمهم وعليه في الأخير أن يختار المكان المناسب للوقوف متجنّبا كثرة التنقلات دون طائل في القسم أو الوقوف في مكان يحجب الكتابة عن تلاميذه، وأن تكون نظراته غير مركزّة على التلميذ المتحدّث أو جهة معيّنة، ويتفادى تكرار بعض الكلمات أو الحركات.

و)- صفات الأستاذ:
- القدرة على التكيّف والملائمة، الاهتمام بالرسالة التربوية ( حب العمل، حب التجديد والتطوير، الصبر والمثابرة، الميل إلى الاطلاع على الجديد، حب الأطفال ...)
- أن يتصف بالأمانة والوفاء بالوعد والأخلاق الفاضلة لاسيما في المحيط المدرسي.
- أن يتّصف بروح القيادة: يكون واثقا بنفسه متفائلا، حازما، داعيا مولاه أن يفقه ويوفّق أبناءه ...الخ

* الأستاذ أمحمد عكي علواني، موجه تربوي ومفتش بمدرسة الحق العلمية، البليدة.
 
جميع الحقوق محفوظة © 2015 ثانوية الجزائر

تعريب مداد الجليد